من واقع العمل الحر | أخطاء فادحة ~ 3

عودة للتدوين! ولأنها الحياة حيث الأخطاء فيها جُزء لا يتجزأ من التعلم، وبعد كتابة مقالتين عن بعض الأخطاء التي وقعت بها خلال مسيرتي في مجال العمل الحر عبر الإنترنت [1] و [2]، نعود لكم بجزء جديد وباقة جديدة من الأخطاء أشاركها معكم:

[1] إهمال الأعمال والمشاريع الخاصة

لعل المتابع لمدونة خارج الصندوق خلال أولى سنوات انطلاقها قد لاحظ كيف كانت نشطة وحيوية، بالطبع! فحجم المسؤوليات والمشاريع التي أعمل عليها كانت في بداياتها. لكن، كمستقل لا ينتظره راتب ثابت نهاية الشهر ومستقل مبتدىء بحاجة للقيام بعدد من المشاريع ونماذج الأعمال حتى يحصل على مشاريع من عملاء حقيقيين…ولكن ما أن بدأ يحصل هذا حتى كسرت قاعدتي الأولى: الاهتمام أكثر ببناء هويتي الشخصية وسيرتي الذاتية الخاصة بي، وليس الخاصة بأي أحد! تم طرح مشروع تطوير لإضافات المتصفح (كروم وفايرفوكس)، كما تم التوجه لتطوير تطبيقات الهاتف النقال على أندرويد وتم إطلاق تطبيقين (أحدهما مشروع موجه للمكفوفين وضعاف البصر)، وبالطبع، هذه المدونة الخاصة لنشر رحلتي في العمل الحر عبر الانترنت!

ما أن انغمست بالعمل الحر والقيام بعدد من المشاريع والتشبيك هنا وهناك، حتى انتبهت بأني لا أبني أي شيء لنفسي، لا على المدى القريب أو البعيد! واضطررت للتوقف عن تطوير مشاريعي الخاصة وحتى التوقف عن التدوين كلياً! لذلك قدر الإمكان أبقي شيء لنفسك ليتحدث عنك وقم بتطويره دائماً، إما يزيد عليك الخبرة أو المال أو الاثنين معاً!

[2] التشتت في التقنيات البرمجية

وبُناءاً على النقطة السابقة، كان معرض الأعمال الخاص بي يحتوي على تنوع كبير بالمشاريع من حيث التقنيات، بعضها إضافات متصفح، وأخرى تطبيقات هاتف نقال بلغات برمجية مختلفة، وبعضها نظم إدارة مواقع تستخدم مكتبات مختلفة، والدخول في مجال تصميم الجرافيك، وأخيراً ريادة الأعمال! في الحقيقة، هذا يعطيك “معلومات عامة” ولكن لا يمكن تسطيرها بأنها “خبرة“! عند العمل مع شركات أو فرق عمل، فهناك مختص لكل تقنية و وظيفة، وليس سوبر مطور يقوم بكل شيء لوحده. بجانب كل ما سبق، هذا سيعطي بعض التردد لقبولك في مواقع أو مشاريع تتطلب منك الاختصاص في جزئية معينة من مشروع كبير.

[3] إهمال تطوير الجانب الشخصي

ولأننا ذكرنا العمل مع فريق، وهذا كان لا يحصل في بداياتي كمستقل في مجال العمل الحر حيث الطابع والتفكير الفردي، بالطبع تركيزي كان على المهارات التقنية البحتة طوال الوقت…لكن لتكون جزء من منظومة أو جزء من فريق، كان عليّ التفكير من منطق جماعي بحت حيث الاستماع أكثر من التحدث، التركيز أكثر من التطبيق، وتطوير الذات أكثر من تطوير الآداة ذاتها.

أعمل حالياً على عدة تطويرات في جانب المدونة الشخصية ومعرض الأعمال…لا تنسوا المشاركة في القائمة البريدية ليصلك جديد المدونة أولاً بأول. وبانتظار تعليقاتكم وكذلك أخطائكم في التعليقات 🙂

تمنياتي لكم بكل التوفيق

حقوق الصورة البارزة: Freepic