من واقع العمل الحر | أخطاء فادحة ~ 1

هل ترغب بظهور إعلانك هنا؟ للتفاصيل إضغط هنا

الرئيسية » العمل الحر » واقع العمل الحر » من واقع العمل الحر | أخطاء فادحة ~ 1
Freelance Problems

ما بين التوقف عن البحث عن عمل في القطاع الخاص والانتقال والتركيز على العمل الحر، كانت هناك فجوة عام كامل قمت بها بتأسيس نفسي لهذا السوق الكبير، حيث أكون فيها مدير نفسي من جميع النواحي، العلمية والعملية والنفسية…قرأت العديد من قصص النجاح والفشل، تدوينات شخصية هنا وهناك حول العمل الحر وأُسس نجاح الشخص في هذا المجال وتجنب بعض الأخطاء الفادحة.

بعد أشهر قليلة جداً من كتابة هذه التدوينة أكون قد وصلت إلى عامي الأول في مجال العمل الحر، من تركيز كامل وحصر للموارد والمصادر فقط لهذا المجال، حتى لا أبقى عالقاً بين “آه” و “لأ” في سؤالي حول جدوى العمل الحر ومردوده المادي، إلا أن هناك بعضاً من الأخطاء ارتكبتها في هذا المجال أشارككم إياها من باب مشاركة التجربة.


الهروب من سكايب

 [1] الهروب من سكايب


بالطبع، في مجال العمل الحر لابد من وسائل تواصل سريعة والشائع هو سكايب، وبعض العملاء يفضّل الحديث معك صوتياً…التحدث مع غريب لأول مرة عبر الصوت وبلغة مختلفة كانت مربكة بالنسبة لي، فالعميل الأول بدأت أتحجج بعدة حجج من “الكهرباء مقطوعة” إلى “لا أجد المايكروفون” إلى “يوجد ضوضاء من حولي” والعديد من الحجج الأخرى…هذا النوع من التهرّب فقد ثقة العميل تجاهي تقريباً إلى النصف وأعتقد العميل عاد بعدها فقط مرة واحدة ومن الممكن أنه صنّفني إلى سيء في التواصل ولم يعد.

بعدها، أحد العملاء بمجرد إضافته الى سكايب قام مباشرة بطلب اتصال عبر المايكروفون، تجمدت مكاني و”بالخطأ” أجبت على المكالمة! اعتذرت له في البداية بأن هذه هي المرة الأولى التي أتحدث بها بلغة مختلفة مع أحد، وثم لا أدري كيف سار الوقت وانتهينا من الحديث بشكل جيّد! وأصبحنا نتحدث إلى “اليوم” عبر سكايب 🙂

قريباً، سيتم توفير حل من قِبل برنامج سكايب المعروف حيث سيترجم كلامك تلقائياً للمتحدث معك عبر المايكروفون بلغات مختلفة، تستطيع تسميته بمترجم صوتي فوري.

التحدث بلباقة وبثقة ليست خياراً يا صديقي في مجال العمل الحر، بل هو مطلوب وبجودة عالية، ليست للمشروع، بل للحفاظ على العميل ومنه المصدر على المشاريع.


No

[2] لا يمكن، مستحيل، ولا أعرف!

كونك مطّور برمجيات فيعني أن تُوجد الحلول للمشاكل التي يواجهها الأشخاص برمجياً، وأن يتم توظيفك عن بُعد لتطوير نظام معين يعني أيضاً يجب أن تكون قادراً على إيجاد حلول للمشاكل التي يواجهها عميلك! تنبهت إلى نقطة وخطأ فادح مع أحد العملاء، لم أكن أتعمق بحل المشكلة بل بالمشكلة ذاتها، وعندما كان يسألني عن رأيي أو حل لهذه المشكلة فكنت دائماً ما أتحجج بمشاكل تقنية لا يمكن حلّها أو بحاجة لوقت طويل والعديد من التعقيدات بالطريق…ثم لوهلة شعرت بأني بلا فائدة ولو كنت مكان العميل لاعتذرت للمستقل وبحثت عن شخص إيجابي آخر بدلاً من هذه السلبية التي أنثرها حول مشروعه!

بعد تداركي لهذه المشكلة، أصبحت أجيب على العميل بعد وقتٍ كافٍ لأبحث عن المشكلة من زوايا مختلفة هنا وهناك، وأصبحت أطرح مجموعة من الحلول والاقتراحات والمشاكل المتوقع حصولها بعد تطبيق إحدى الحلول، والأجمل من ذلك تفاعل العميل وإضافة العديد من اقتراحاته ثم تقوم أنت بعد هذا العصف الذهني بينك وبين العميل بالخروج بحل جذري لهذه المشكلة وبأفضل التطبيقات، ليس هذا وحسب، بل عُدت إلى كافة المشاكل السابقة التي طرحها وقمت بدراستها وتقديم حلول، وبالفعل تم حلّها وهو بعكس ما كنت أخبره بأنه من الصعب حلّها 🙂

خذ دائماً وقتك بالإجابة على العميل، لا يجب أن تعرف كل شيء ولا يجب أن لا تعرف كل شيء في مجالك! استعان بك لتخصصك في مجال ما وهي لمشكلة كبيرة بعد كل ذلك أن تجيبه بـ “لا أعرف“، لدينا شبكات اجتماعية ومجموعات على الانترنت متخصصة في طرح مشكلتك والإجابة عليها من قِبل متخصصين في المجال..فاستعن بهم في حال ضاقت بك الأحوال!


العقود

[3] العقود وبنود اللانهائية وما بعدها

تحدثت في تدوينة عن العقود طويلة الأجل مع العميل بعنوان “من واقع العمل الحر | العقود طويلة الأجل” والتركيز على أهم النقاط التي يجب أن تتوافر في العقود…من ضمن الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها هو الموافقة على بند يستمر بعد انتهاء العقد بلا تاريخ محدد، وهو ما يعنيه مدى الحياة! لا أدري مدى ومقدار توافق هكذا بنود مع القانون وإن كان هناك فعلاً بنود تستمر مدى الحياة أم كافة البنود يتم إسقاطها بعد انتهاء العقد بسنوات معينة، ولكن من الخطر جداً الموافقة على بنود تستمر لمدى بعيد “أكثر من سنتين “!

يُفضل دائماً أن يبقى العقد ما بين 6 أشهر عند البداية ومدة أقصاها سنتين، لا تقم بالتوقيع على أي عقد بنوده تستمر إلى اللانهاية أو فترة زمنية طويلة! بالنسبة لي وذاك البند، لا يُشكل تلك الخطورة ولكن بهذا فتحت باباً للعميل بأن يتفاوض معي حول نقل بنود من دائرة الفترة الزمنية المغلقة إلى مفتوحة! ولتجنب هذا الاحتمال وضعت العديد من الإجابات والاقتراحات البديلة…من يدري!


contact

[4] أنت عميل، ولست صديق

لحتى الآن، لا أحاول تكوين أي علاقة صداقة مع العملاء، قد يكون هناك جانب من المزاح بين الفينة والأخرى بسبب ضغوطات العمل، لكن فيما بعد اكتشفت أن العميل يبحث عن مستقل كما يُسميه هو بـ “Friendly” أو ودود نوعاً ما، كنت بالبداية حاد جداً في التصرف مع العملاء وأنظر لهم نظرة عدم الواثق بهم، هذا الشعور فيما بعد انعكس عليّ سلباً من طرف بعض العملاء كذلك فتداركت أنها مشكلتي وليست مشكلتهم!

بعيداً عن خبرتك في مجالك فالتواصل كما أسلفت في هذه التدوينة هو هام جداً، بعض العملاء كالأطفال الكبار يجب أن تدللهم وتُشعرهم بأنهم في أيدٍ أمينة، وأنك ستوصلهم لبر الأمان وتحقق لهم الأرباح المرجوة وتتوقع لهم المشاكل المستقبلية، لن تنجح بذلك لو كنت حاداً جداً…على أي حال، بعد تقليلي لدائرة العملاء وتصفيتهم والتركيز على عدد قليل و واعد منهم وتجربتهم لأشهر طويلة، أعطيناهم بعضاً من المساحة وقليلاً من الثقة وبالفعل وجدت بالمقابل تواصل رائع وحلول أسرع ومرونة في نقاط الخلاف حول موضوع ما.


I'm right

[5] أنا دائماً على حق

أجل! وما أدراك أنت أيها العميل بالمنتج الذي سلّمتك إياه؟ حتى وإن كان هناك مستخدمين آخرين لمنتجك أيها العميل، فأنا أعلم منك ومنهم بطبيعة المشكلة!! 

هناك عبارة تقول “The client is always right” أو بما معناه “العميل دائماً على حق“، لذلك عندما يخبرك العميل بسلوك غريب في إحدى منتجاتك (البرمجية مثلاً)، فيجب أن تصدقه فهو لا يخترع ذلك. واحدة من المشاكل هي تأكدي التام بأن المنتج يعمل بشكل سليم دون النظر لبيئة تشغيل العميل أو عملائه الآخرين…هذا العناد لا يغفره كل العملاء ولكن على ما يبدو كانت سجلاتي نظيفة لديه ويثق بما أخبره به.

تنبهت كذلك إلى تلك النقطة، وبدأت اتخذ وبشكل جدّي المشكلة التي يتم إرسالها من طرف العميل وعدم الاكتفاء بالرد “المشكلة من طرفك أنت فقط“، بل أصبحت أحلل المشكلة والتجربة على أكثر من بيئة للتأكد من خلو المنتج من المشاكل…والأهم من ذلك، الاعتذار إن كان هناك خطأ ما في التقييم أو في التقارير المرفقة للعميل…ما جعلني في الواقع أتنبه إلى هذه المشكلة هو العميل ذاته وردّات فعله تجاه أخطاءه هو وكان يسارع بالاعتذار في حال أخطأ بإحدى المدخلات التي أطلبها منه.


time

[6] العمل بنظام الساعة أم السعر الثابت

تم التطرق قبلاً في تدوينة “مصطلحات في مجال العمل الحر” حول العمل بنظام الساعة أم بنظام السعر الثابت، وكنت ولا زلت أُخطىء في تقييم المشاريع وتحديد النظام الذي يجب العمل عليه، ناهيك عن اختيار العميل للنظام الأوفر سعراً بالنسبة له! لكن الأغلب أعتمد على نظام الساعة والأفضل بناءً على طبيعة المشروع ومعرفة العميل بمتطلبات مشروعه…إذا وجدته متردد ومتقلّب في قرارته ومتطلباته فالعمل بالساعة هو الخيار الأمثل، إذا كنت مجّهز مسبقاً بعضاً من الأدوات أو المواد المستخدمة أو اشتريتها ويجب استخدامها في مشروعه، فمن الطبيعي التعامل مع مشروعه بنظام السعر الثابت مع احتساب تكاليف الأدوات التي قمت بشرائها أو تطويرها.


بعض هذه الأمور يجب أن تُطبقها في عملك بالقطاعين الحكومي أو الخاص، لكن كما ترى العمل الحر يترك أمامك مساحة كبيرة للتصرف بعيداً عن الروتين المعروف وهذا التسلسل الإداري…لذلك والى هذا اليوم لا زلت أجد متعة كبيرة في العمل الحر طالما أنا بعيد كل البُعد عن الروتين.

تمنياتي لكم بالتوفيق

هل ترغب بظهور إعلانك هنا؟ للتفاصيل إضغط هنا

التعليقات


© 2024 مدونة خارج الصندوق Creative Commons License CC BY-NC-SA 4.0