من واقع العمل الحر | أخطاء فادحة ~ 2

هل ترغب بظهور إعلانك هنا؟ للتفاصيل إضغط هنا

الرئيسية » العمل الحر » واقع العمل الحر » من واقع العمل الحر | أخطاء فادحة ~ 2
من واقع العمل الحر | أخطاء فادحة ~ 2

بحلول نهاية الشهر الحالي من شهر ديسمبر، أكون قد أكملت عامي الأول في مجال العمل الحر، حيث تكون قيمة التجربة فيها ونتائجها مضروبة بعشرة منها في العمل بالسوق المحلي بلا أدنى مبالغة! قد يواجهك في مجال العمل الحر كأن تعمل مع مدير أعمال، أو رائد أعمال، أو مدير مشاريع أو حتى أفراد…أنتَ يا صديقي وبخلاصة نهاية مشروعك أو عقدك مع أحدهم تكون قد حصلت على خبرة رائعة (المفترض) يجب عليك توظيفها في مشروعك القادم ويرفع من سعرك!

وبالطبع، تجربة بلا أخطاء يعني بأن هناك فائدة متلاشية أو لا وجود لها! وقد تحدثت عن مجمل الأخطاء التي بدأت معي فور دخولي مجال العمل الحر بتدوينة “من واقع العمل الحر | أخطاء فادحة ~ 1“.

اليوم، وفي هذه التدوينة، أشارككم أخطاء فادحة أخرى في مجال العمل الحر والتي تعلمت منها الكثير ونتائج تجاوزات هذه الأخطاء آتت بثمارها فعلاً، دعونا نبدأ:

[1] الإفصاح عن معلومات أكثر من اللازم


تقريباً، لازلت أسقط كثيراً في هذا النوع من الأخطاء، تحديداً مع العملاء الذين يتكرر العمل معهم في مشاريع أخرى! لكن في عالم الأعمال عليك أن تتأكد من أنّ للمعلومة ثمن! إذا حصل عليها عميلك منك مجاناً فقد يبني عليها أشياء أخرى وأنت تكون خارج الدائرة…لأنه قد يعلم ستطلب الكثير لقاء العمل في هذا المشروع! فباستغلال المعلومات التي تفضلت أنت بها، سيأتي بمستقل آخر بسعر أقل منك بكثير مقابل توفير العميل له بعض المعلومات (التي تفضلت أنتَ بها مجاناً له) لينجز الأخير المهمة على أسرع وأكمل وجه!

وفي قصة طريفة لخصتها بأسطر في تدوينة بعنوان “ستفشل“، بيّنت فيها خطورة هذه النقطة في الأعمال والمشاريع التي تتقاضى فيها أجرك بنظام “الساعة وليس نظام “السعر الثابت“، إثبات نفسك وكفاءتك للعميل شيء، والقيام بشيء مجاناً هو أمر مختلف كلياً…فاحذر من الاستفزاز.

[2] القبول بمشاريع ليس لكَ بها أدنى خبرة


أخبرني أحد العملاء بأنه معجب بطريقة تعلّمي السريعة لبعض التقنيات البرمجية، وأخبرني بأن لديه مشروع على الموبايل يجب أن يعمل على بيئة Android و iOS، وكوني ليس لدي الخبرة الكافية بهذا المجال ولازلت بحاجة لتعلم الكثير، إذاً يجب أن يكون سعري لقاء العمل في هذا المشروع متدنياً! وهو ما فسّره: “ستتعلم وتأخذ أجراً بالمقابل، بالطبع ليس أجر الخبير، بل أجر المُتعلم“!

في الواقع تحمست جداً لهذا المشروع، لكن كان على حساب مشاريع عديدة اضطررت رفضها لإكمال هذا المشروع الذي امتدّ لأكثر من شهرين وأتت عروضها أثناء عملي بالمشروع! وهو في حال فعلاً كنت أعمل في مجال تخصصي آنذلك، لكان مردودي المادي أفضل بكثير…بكثير من مشروع واحد عالق فيه 🙂

لكن على أيّ حال، أكملت المشروع، وكانت نتائجه رائعة (بشهادة العميل)…وحصلت أنا على درس جيّد!

[3] تقييم وقت المشاريع


من منّا لا يقع في هذا النوع من الأخطاء؟ سواء كان المشروع بنظام الساعة أو بنظام السعر الثابت، فالأصل أن يتم تقسيم المشروع لمجموعة من المهام الصغيرة، وتضع وقتاً أدنى وأقصى لإنجاز هذه النقطة، وأضيف عليها أحياناً في حال تعديت الحد الأقصى بساعات، أرسل رسالة للعميل أوضّح فيها خلل تقييمي لهذه النقطة وما هي التحديات التي واجهتها في هذه النقطة.

أعتقد بعد سنة كاملة في مجال العمل الحر، نسبة الوقوع في هذا النوع من الأخطّاء قلّ بعض الشيء، حتى أصبح بعض العملاء يوكلون إليّ بعض المهام دون السؤال كم يحتاج من الوقت لأنهم أصبحوا يثقون في تقديري لبعض المهام.

[4] توثيق النقاط المتفق عليها بالبريد الإلكتروني


للسرعة، قد يتم الاتفاق بينك وبين العميل على عدة أمور حول المشروع عبر برامج التراسل الفوري كـ “سكايب” مثلاً! لكن فيما بعد يحصل خلاف ما بسبب عدم تذكرك أنتَ أو العميل حول نقطة ما متفق عليها مسبقاً وضاعت بين محادثتكما بعد فترة من الزمن؟ وهو ما حصل فعلاً بيني وبين أحد العملاء حيث حصل خلاف على نقطة الضرائب التي يتم اقتصاصها أثناء تحويل الدفعات المالية.

فعلياً، تم الاتفاق على هذه النقطة قبل البدء بالمشروع، لكن مع الزمن تناسى أو نسيّ فعلاً العميل أن نقطة الضرائب المفترض أن تكون عليه! لكن كوني لم أرسل بريد إلكتروني ألخص فيه كافة النقاط المتفق عليها بحيث تكون كمرجع…هي نقطة خاطئة جداً من طرفي!

ما أنقذني من هذا الموقف، أنه كان هناك شخص ثالث معنا في المحادثة ويتذكر جيداً حديثنا حول هذه النقطة.

لخّص دائماً مجمل ما اتفقتم عليه مع العميل عبر بريد إلكتروني أو أيٍ من أدوات إدارة المشاريع التي يفضلها ويستخدمها العميل لتوثيق بنود ما اتفقتم عليه حول هذا المشروع.

[5] لا أستطيع العمل معك


قد يحصل وأن يكون من بنود الاتفاقية بينك وبين العميل هو عدم قبولك لمشاريع منافسة تهدد أعمال عميلك! وهو ما يتطلبه كذلك أن ترفض العديد من مشاريع منافسي عميلك ولكن احذر…إحذر صيغة الرفض التي يجب عليك أن ترسلها لمنافسي عميلك لقاء مشروع محتمل من الممكن أن يعود عليك أكثر بكثير من الذي تقوم به مع عميلك الحالي.

لا تقل له لا أستطيع العمل معك الآن بسبب اتفاقية ما مع شخص ما، إعتذر لانشغالك وكونك غير متفرّغ للعمل معه (هذه الفترة)، ومن يدري! قد تنتهي اتفاقيتك مع عميلك السابق ولا يوجد لك بديل إلا منافسوه 🙂

أخطاء فادحة أخرى؟


ما هي الأخطاء التي وقعت أنت بها عزيزي المستقل؟ دعنا نتناقش حول مشاكلك أنت هذه المرة.

هل ترغب بظهور إعلانك هنا؟ للتفاصيل إضغط هنا

التعليقات


  • مع إشراقة شمس هذا اليوم الجميل، أكون قد أتممت شهراً من العمل كـ"مستقل حقيقي"، حيث تركت الوظيفة ذات الدخل الهزيل لأعمل كمستقل.

    أكبر الأخطاء التي كررتها (على مدى 6 أشهر من استلام المشاريع) هو مسألة "تقدير الوقت اللازم للمشروع"، فلطالما أخذتني الحماسة و قسّمت أجر المشروع على عدد أيام قليلة لأرفع من قيمته!
    و ينتهي الأمر بالتأخير، أو بإعتذاري من العميل بعد فوات الآوان.

  • ريان يقول:

    ما رأيك بالذي يجمع وظيفة وعمل حر ويتكلم مع مديره في الوظيفة عن مشاريع العمل الحر من باب الدردشة

    • محمد البنا يقول:

      الجمع بين العملين ليست مشكلة بالمطلق، تعرّفت أساساً عن العمل الحر لأول مرة من كلام بعض الأصدقاء حول العمل الحر أثناء عملي في القطاع الخاص المحلي.
      إخبار المدير بذلك بشكل علني أعتقد مشكلة! قد يعتقد مستقبلاً بأنك تستغلين موارد الشركة لإنجاز أعمال عملائك، وأي تقصير منك في عملك الحالي سينسبه لعملك الحر الآخر وهو مشتّت رسمي وقد يجبرك للتخلي عن أحد العملين.

      أهلاً وسهلاً 🙂

  • © 2024 مدونة خارج الصندوق Creative Commons License CC BY-NC-SA 4.0