من واقع العمل الحر | العقود طويلة الأجل

تحدثت في تدوينة بعنوان “العمل بالقطعة أم الجملة؟” عن القيام بعدة أعمال لنفس العميل وهي كانت بداية الإشارة إلى العقود طويلة الأجل مع العملاء، وبالفعل بدأت التركيز على هؤلاء العملاء وترك الأعمال المتفرقة والتركيز على “عدة” زبائن مع مشاريع قابلة للتطوير عليها باستمرار.

الفترة الماضية مررت بعميلين، وبعد فترة من العمل سوياً بدأ التلميح إلى القيام بعقد طويل الأجل معهم، ومن هنا بدأت البحث هنا وهناك والسؤال على الصيغة القانونية وما يجب أن يتم الإشارة إليه في هذا العقد من نقاط يجب أن تكون واضحة للطرفين، وسأقوم في هذه التدوينة بإذن الله بتلخيص أهم النقاط التي يجب أن تتوافر في هذه العقود:

[1] أنت تبقى مستقل

واحدة من النقاط التي يجب أن تركز عليها، أنت لستَ موظفاً بل مستقل، وهذا يجب أن يتحدد بعدد الساعات الأسبوعية التي يجب أن توفرها للزبون/الشركة التي تريد توقيع العقد معه/معها. كمستقل..يجب عليك أن توفر للزبون الواحد حوالي 20-30 ساعة أسبوعياً فقط، بهذا يتوفر لديك الوقت للقيام إما بمشاريعك الخاصة أو مشاريع عملاء آخرين، أكثر من ذلك فأنت يا صديقي ستكون موظفاً بشكل كامل معهم (بالنسبة لي، أرفض فكرة أن أربط نفسي بعميل واحد أو مشروع واحد وفقط).

[2] الضرائب

واحدة من الإشكاليات التي حدثت مع أحد العملاء، عندما وصلنا إلى نقطة الضرائب فهذه الكلمة في منطقته أو دولته هي تعني أتعابي جراء العمل معه، إما سعر ساعة العمل أو سعر نهاية العمل على المشروع، وبالنسبة لي، كنت أعني بها ضرائب إرسال الأموال عبر البنوك الوسيطة فهذه دائماً تقع على العميل! وعندما بدأنا العمل و وصلنا إلى نقطة استقبال الأموال، وجدت أن ضريبة البنك تم اقتصاصها من أتعابي الخاصة! بالطبع العميل تفهم الموضوع “بعد نقاش مطول” حول ما أعنيه أنا وما فهمه هو!

[3] طبيعة المهام

نقطة أخرى هامة يجب التركيز عليها، قد يكون معرض أعمالك يحتوي على أعمال متفرقة من تصميم، برمجة، تدوين..إلى آخره من المواهب والمهارات التي تتمتع بها. يجب عليك أن توضح طبيعة مهامك مع العميل حتى لا يتم استغلالك أفضل استغلال مقابل سعر ساعة قليل نوعاً ما.

[4] التقارير والفواتير

بعض الشركات أو العملاء قد يطلبون فاتورة من المستقل أو تقارير العمل الأسبوعية، في هذه التدوينة بعنوان (ملف إكسل لحساب عدد ساعات العمل وحصيلتك المادية خلال أسبوع) يمكن إرسال تقارير أسبوعية للعميل في حال طلب ذلك، أما بالنسبة للفواتير فسأضع تدوينة خاصة حول الموضوع، ولكن بعض الشركات أو العملاء يوفرون للمستقل قالب خاص ليملؤونه مع إمضاء المستقل خطياً قبل إرسال الفاتورة.

[5] السرية والمنافسين

العميل يريد شيئاً واحداً وفقط من المستقل بعد العمل معه فترة طويلة، هو أن يعمل لأجله وفقط! سيحاول قدر الإمكان أن لا تعمل لأي عميل منافس أو منتج منافس تقوم بتطويره، لذلك قد يتطرق لموضوع الـ Non-disclosure agreement – NDA، وهي تعني اتفاقية عدم الكشف عن أي أمور حساسة قد تضر بالعميل من قِبل منافسيه أو تضر حركة العائدات المادية من منتجه لو قمت بعمل منتج منافس لأحد العملاء المنافسين. بالنسبة لي، الشق الأول كان محترم ودوماً حاضراً حتى لو لم يتطرق العميل لهذا طالما لا زلنا نعمل معاً، بالنسبة للعمل مع المنافسين، إذا لم نتفق أنا والعميل على هذه النقطة مسبقاً، بالطبع كوني مستقل مرحب دوماً بعملاء جدد ولا يحق لأيٍ كان بتحديد لمن يجب أن أعمل!

[6] أعمال العميل ومعرض أعمالك

بنظري، لك الحق دوماً بوضع الأعمال التي تقوم بها للعميل في معرض أعمالك، ومن عدة تجارب في هذا الموضوع العميل لا يريد أن يصل المنافسين إليك من خلال معرض أعمالك، إذا رفض الفكرة كلياً فأمامك يا صديقي مجموعة من الخيارات التالية التي أقوم بها شخصياً في معرض أعمالي:

– أعمال العملاء كلها ستوضع في معرض أعمالي (مع إزالة هذه الأعمال من أرشفة محركات البحث).

– إذا أراد العميل وبشدة إزالة هذا العمل، يجب أن تقوم بعملية حسابية صغيرة حول عدد العملاء أو المشاريع المحتملة التي يمكن خسارتها لو أزلت هذا العمل من معرض أعمالك، وتطالب العميل بتكلفة إضافية يجب أن لا تقل عن 40% من سعر المنتج الأصلي.

وأخيراً، يجب أن يبقى العقد تجريبياً لمدة 6 أشهر ويفضل أن يطّلع عليه آخرون خصوصاً محامين، بعدها، يمكنك تجديد العقد معه ليبقى سنوياً.

هل هناك أمور أخرى؟ شاركنا 🙂