العمل في المشاريع بـ “النسبة”، بين الثقافة والبلطجة

هل ترغب بظهور إعلانك هنا؟ للتفاصيل إضغط هنا

الرئيسية » العمل الحر » واقع العمل الحر » العمل في المشاريع بـ “النسبة”، بين الثقافة والبلطجة
العمل في المشاريع بالنسبة بين الثقافة والبلطجة

أثناء عملي في قطاع العمل الحر، صادفني أنا وأحد عملائي سيناريو مختلف نوعاً ما، حيث زيادة سعر الساعة أو تكليفي بمهمات أكبر لم تكن كافية لتغطية الآثار السلبية المترتبة على ذلك.

بالطبع، لا أحد يحب أن يحشر آخر أنفه في مشاريعه الخاصة، فما بالك عندما نتحدث بأني سأقتطع نسبة من صافي أرباح العائد من مشروعك الخاص؟! بالطبع قد يتحول الموضوع فيما بعد من “ثقافة” إلى “بلطجة” إذا أصبحت تتعامل مع كل عملائك فيما بعد للعمل معهم “بالنسبة” رغماً عنهم وإلا قد ترفض العمل معهم أو تسرّب بعض التفاصيل الحساسة لمنافسيهم حول منتجهم أو مشروعهم، خصوصاً إذا لم يكن هناك أي عقد يحكم العملية بينكما منذ البداية.

المشاريع بمشاركة نسبة من الأرباح


العمل بالمشاريع بالنسبة هو أمر شائع في مجال العمل الحر، حيث لا يستطيع العميل مثلاً من دفع تكاليفك الخاصة في تطوير مشروعه والإشراف عليه، فيشترط عليك بأن تعمل على المشروع دون مقابل أو بمقابل أقل مما تستحق أو تطلبه بالعادة، وفور إطلاق المشروع يتم مشاركة صافي أرباح المشروع معك، وبالغالب نسبة الأرباح تكون ما بين 5 بالمئة إلى 30 بالمئة.

صافي الأرباح


صافي الأرباح أو Net Revenue، تم إضافة هذا المصطلح في صفحة “مصطلحات في مجال العمل الحر“، والمقصود هو العائد من المشروع من ربح بعد خصم العمولات الأخرى والمصاريف الإدارية أو ضرائب…الخ. يختلف حساب صافي الأرباح من مشروع لآخر!

سيناريوهات العمل بالنسبة


كما أسلفت سابقاً، لا تصلح كافة السيناريوهات بأن تطلب من العميل نسبة من صافي أرباح مشروعه الخاص، ولكن هناك عدة سيناريوهات قد يمكن أن تقترح فيها على العميل مشاركة صافي أرباح مشروعه خلال فترة زمنية معينة (سنة مثلاً)، من هذه السيناريوهات:

– عدم العمل مع أي منافس آخر لعميلك، مقابل نسبة من صافي الأرباح الخاصة بعميلك.

– العمل على مشروع العميل بسعر ساعة أقل أو بمقابل أقل، لقاء أن يهتم العميل بتفاصيل العمل الأخرى وتسويقه. أنا أؤيد هذا السيناريو وهو الدارج بين العديد من المُستقلين.

– المشاريع التشاركية أو Joint Venture: مصطلح آخر موجود في صفحة المصطلحات التي قد تمر عليك في مجال العمل الحر، حيث أن تملك المهارات التقنية والفنية، ويملك عميلك أو صديقك الخبرة إما بالفئة المُستهدفة أو المجال المُستهدف، فتصبح أنت شريك مؤسس لهذا المشروع وتعملا على المشروع إما برأس مال مشترك أو تبحثون عن مصدر تمويل أو مستثمر مهتم بمشروعكم.

– أمثلة أخرى؟ شاركنا 🙂

من واقع العمل الحر


دخلت تجربتي في العمل بالمشاريع مقابل النسبة من الأرباح، وكانت لفترة ستة أشهر فقط، والمقابل هو عدم العمل مع أي منافس آخر لعميلي، وسبب اختياري لمشاركة الأرباح هو عدد العملاء المنافسين الذين طلبوا مني العمل لديهم على نفس المشروع وعلى نفس الفكرة التي قام بها عميلي. برغم وعودي للعميل بأن لا أنقل لمنافسيه أي معلومات حساسة قد تؤثر على أرباحه أو على مشروعه ضمن ما يُسمى باتفاقية NDA أو اتفاقية السرية، إلا أنه أصر وقتها برفضه التام للعمل مع أي منافس.

ولتقليل الأضرار والمشاريع المحتملة والعملاء المحتملون الذين سأخسرهم، كان اختيار العمل بالنسبة هو الحل الأمثل، مقابل سعر ساعة معقول ونسبة من أرباح معقولة! والنتيجة؟ كلانا التزم بهذه الاتفاقية وتمت على أكمل وجه.

المنافسون؟ طبعاً بعد انتهاء العقد بيني وبين العميل، أصبح بإمكاني العمل مع أي منافس لعدة أسباب من أهمها قيام المنافسين ببناء منتج كمنتج العميل بنفس المواصفات دون حاجتهم إليّ، وعدم اهتمام العميل الكلية بهذا المنتج بعد مرور عام تقريباً على إنشائه وتركيزه على مشاريع أخرى. بالطبع، ومن منظور “البزنس“، من غير المنطقي أن يشارك أرباح منتج أصبح لديه العديد من المنافسين وعدم اهتمامه شخصياً به، والتركيز على مشاريع أخرى وظّف بها آخرون دون طلب نسبة من أرباحه 🙂

خلاصة


كما بدأت هذه التدوينة، لا أحد يحبّذ أن يحشر آخر أنفه في مشروعه الخاص، سيكون من السهل للعميل بأن يجد آخر غيرك يعمل على المشروع ويشترط منذ البداية على عدم مشاركة أي نسبة أرباح! دع العمل على مشاريع النسبة بند يمكن التفاوض عليه، ولا تتمّسك كثيراً به، لأن ليس كل المشاريع تنجح من البداية، وأخرى تتطلب فترة زمنية طويلة حتى تنطلق وتعود بالأرباح لك ولعميلك، عميلك قد يكون لديه مصدر دخل…لكن أنت كمستقل اتخذت من عائد هذا المشروع مصدر دخل، لكن قد يطيل عليك بنوره 🙂


حقوق الصورة البارزة: FreePik.com

هل ترغب بظهور إعلانك هنا؟ للتفاصيل إضغط هنا

التعليقات


© 2024 مدونة خارج الصندوق Creative Commons License CC BY-NC-SA 4.0