كيف تم إقصاء أحد عملائي “رائد أعمال” من السوق جزئياً من قِبل منافسيه

هل ترغب بظهور إعلانك هنا؟ للتفاصيل إضغط هنا

الرئيسية » العمل الحر » تجارب العملاء » كيف تم إقصاء أحد عملائي “رائد أعمال” من السوق جزئياً من قِبل منافسيه
كيف تم إقصاء أحد عملائي جزئياً من السوق

كان كل شيء يسير على خير ما يُرام، المبيعات على أشدّها والجمهور في تزايد وأصبح يعتمد على نفسه مصطلح “رائد أعمال“…فُتحت أعين منافسيه وقاموا بالإجراءات اللازمة، ليتم إقصائه جزئياً من السوق جعلته يعيد ترتيب كل مشاريعه الأخرى وأفكاره وحتى عقوده مع الآخرين! هي قصة قصيرة وقد تكون حزينة في نفس الوقت!

السوق بالخارج كبير ومرعب، والخروج إليه دون تخطيط ودراسة وجودة وفكرة ما تُقدمه لعموم الناس سيفتح أعين منافسين درسوا أخطاءك جيداً، أو يخلق لك منافسين جُدد استفادوا من عثراتك في هذا السوق ليدخلوا هم دخول الأبطال ويسلبوا منك الأضواء.

لذلك، وطوال فترة عملي في قطاع العمل الحر، عملت بجانب العديد من روّاد الأعمال ولكن ركزّت على أحدهم في الحقيقة بسبب حماسه الشديد وأفكاره المتجددة، كان يدرس المنتجات (البرمجية) المنافسة ليقدّم عليها بعض الحلول داخل المجال المُستهدف، وكان ولا زال مستمع جيّد لبعض اقتراحاتي التقنية لتطوير منتجه من ناحية فنّية، حيث ليس لدي الخبرة الكافية حول المجال المُستهدف لأجله هذه البرمجيات…بل هو أكثر تعقيداً مما اعتقدته.

لا زلت أراقب وفقط من بعيد دخوله السوق وأتابع منافسيه وزبائنه وردّات فعلهم، بل ويناقشني حول منتجات منافسيه “الجديدة” التي ظهرت فور إطلاق منتجه بأشهر، لكن على ما يبدو بدأ يُرخي بعضاً من دفاعاته ومن وجهة نظري شتّت نفسه بالعديد من الأخطاء الأخرى والتي أعتقد ستسبب (أو سببّت فعلياً) اليوم ضرراً كبيراً على مبيعاته.

ما الذي حصل تحديداً؟


كريادي أعمال دخل السوق لتوّه، وليس لديه أرضية يعتمد ويتأسس عليها، بدأ عميلي بإطلاق منتج تلو الآخر، حتى وصل إلى ثلاث منتجات (ولربما أكثر) خلال أشهر فقط وبأسعار أراها عالية (ليس لديّ خلفية حول أسلوبه في تسعيراته بالحقيقة)! فُتحت أعين المنافسين الموجودين في السوق منذ زمن ولهم اسم ووزن في هذا السوق، حتى قام أحدهم بإطلاق أحد وأولى منتجاته بنفس المواصفات…لكن مجاناً!

 للأسف الشديد، تعامل العميل ببرود أو انشغاله بمشاريعه أنساه تدارك الموقف للقيام بردات فعل، على الأقل للمحافظة على ما يملكه من مُستخدمين أو حتى التقليل من أسعاره! لكن بدأ ينتشر خبر وجود هذا المنتج المجاني كالنار على الهشيم، وندم العديد من المُستخدمين على شراء هذا المنتج لكن…هذا هو حال السوق (كمّا فسرّها أحد المنزعجين)!

لاحظ العميل تراجع وكبير جداً في مبيعاته، حيث تنبّه للأمر متأخراً ولم يقم بأي إجراء بل وأعتبر بنظري الشخصي ما قام به بعدها متأخر جداً أفقدت العديد من المُستخدمين الثقة في التعامل مع منتجات أخرى قد يصدرها العميل.

دعوني أجمل ومن وجهة نظري بعضاً من الأخطاء التي ارتكبها العميل سبّبت له التراجع الكبير في مبيعاته:

1. أسعار عالية


وكما أسلفت سابقاً بأن ليس لديّ أدنى فكرة حول أسلوبه في التسعير بالحقيقة، لكن مقارنة بالشركات الأخرى المختصة بالمجال وكونه كان يعتمد على مستقلين لإنجاز أعماله، كان يجب على الأقل أن يختار أسعار معقولة في البداية، أو تخفيض الأسعار بعد ظهور منتجات أخرى داعمة له ولمنتجه الرئيسي.

2. إهمال الشبكات الاجتماعية


طوال هذه الفترة الحرجة، أهمل العميل ردود واستفسارات مُستخدميه على منصات التواصل الاجتماعي، بل ولم يتعامل مع المُستخدمين الذين بدأوا بنشر منتجات منافسيه المجانية على الصفحات الاجتماعية الخاصة بالمنتج ولم يزلها حتى! مما شجّع العديد على الاهتمام بما يقدمه منافسوه ومنتجاتهم الأخرى الأقل سعراً ومن الممكن جودة (بنظر آخرين)!

3. التعامل باسمه الخاص


عندما كان يُرسل رسائل لمُستخدميه عبر القوائم البريدية، كان يتعامل باسمه الخاص وصندوق بريده وبيانات التواصل معه هو وفقط حتى وضع صورته الشخصية كذلك، ولم يكن يتحدث باسم الفريق أو كقائد للفريق أو حتى باسم المنتج ذاته! ومع ظهور المنتج المجاني المنافس وفقد العديد من المُستخدمين الثقة، أرى أن الثقة أصبحت مرتبطة باسمه هو وليس باسم منتجه! وهذا يعني أي منتج آخر سيطلقه العميل سيصبح ثقة مُستخدميه مرتبطة باسم صاحب المنتج وليس المنتج ذاته…وهي الثقة التي تلاشت بسبب منتج آخر مجاني منافس له ولم يقم عميلي بأي إجراء للحفاظ على الموجود منهم وتركهم ليذهبوا لمنتج منافسيه بكل أريحية.

4. فقد ثقة المستقلين به


وبناءً على النقطة السابقة، شعر بعض المُستقلين الذين عملوا على بعض مشاريعه أنه تم إقصائهم من حلقة النجاح “الأولية” التي وصل إليها العميل، مما دفع بعضاً منهم للعمل مع منافسيه أو التواصل معهم، فنجاح أي منتج هو مرتبط بشكل أساسي لمن قام ببنائه، وليس ممّن يملك حقوق ملكيته.


القصد من “جزئياً”:

قد تكون تلك الضربة قاسية بالنسبة لرائد أعمال، لكن بالطبع لديه مجموعة من البدائل ومنتجات أخرى قد تسد محل المنتج المجاني الذي قام به منافسه، وهو ما أدى اليوم لعدم اهتمامه الكبير بالمنتج الأول كون هناك بدائل مجانية قد يتجه لها مُستخدمين جُدد.

لذلك، إن لم يضف العميل أي مزايا وقيمة في منتجه الأول المدفوع تميّزه عن المنتجات المجانية التي ظهرت حديثاً على الساحة، هذا قد يضر به كثيراً حيث بعض المنتجات الموجودة الأخرى مرتبطة بوجود المنتج الأول! أو عليه أن يركز حالياً على المنتجات الموجودة لديه ليطورها أكثر قبل ظهور أخريات مجاناً!


حقوق الصورة البارزة: Freepik.com

هل ترغب بظهور إعلانك هنا؟ للتفاصيل إضغط هنا

التعليقات


  • مقال رائع … استفدت كثيرًا منه .. بارك الله فيك

    • محمد البنا يقول:

      حياكم الله 🙂
      سعيد بمتابعتكم الكريمة.

  • © 2024 مدونة خارج الصندوق Creative Commons License CC BY-NC-SA 4.0