افتتحنا قسم “واقع العمل الحر” وهي سلسلة تدوينات من واقع عملي وتركيزي في مجال العمل الحر عبر الإنترنت، أولى التدوينات التي احتضنها القسم كانت بعنوان “من واقع العمل الحر | المفاوضات” وهي تدوينة تتيح لك التفكير والتفاوض مع الزبون على أكثر من محور وتتيح أمامه العديد من الخيارات…لكن هل الجميع يقتنع؟ قد تجيب هذه التدوينة على سؤالك.
عندما بدأت في هذا المجال يا إخوة يا كرام ركزّت على شيئين اثنين، أولاهما العمل مع العميل لفترة أطول وثانيهما التشديد على المتطلبات الحالية والجديدة والمتوقع تجددها في العمل الحالي.
وضعت لنفسي مجموعة من القواعد الصارمة لأني أرغب بأن أكون مستقلاً بدلاً من أن أكون عبداً لأي زبون وأصبح رهين تعديلاته الكثيرة! وأكره بعدها “الساعة” التي أعمل بها في هذا المجال وأضمن استمراريتي في هذا المجال وأبقى أحبه وأدعمه.
“ستفشل“، هذا ما أنهى به أحد الأشخاص الحديث بعد التواصل معي عبر سكايب للنقاش حول مشكلته والتي على إثرها قدّمت مقترحاً للحصول على هذا العمل، كان العمل بنظام “الساعة” وليس نظام “السعر الثابت“.
أراد العميل الدخول بتفاصيل أعمق عن العمل وكيف يمكنني “برمجياً” من حل هذه المشكلة! استوقفته قليلاً وأخبرته أن تحليل المشروع من هذه الزاوية العميقة يعتبر جزءاً من ساعات العمل! فلا يمكنك أن تربطني معك لمدة تفوق الثلاث ساعات لتحليل مشروعك ومشكلتك والعدّاد لا يعمل من الخلف! ثم تفاجىء أن عدّاد “دقائق” العمل بعد تشغيله لا يتجاوز الربع ساعة وحصيلتك هي أقل بكثير…بكثير مما عملته من ساعات مع هذا الزبون ولهذا المشروع!
المحادثة لم تتعدّ الخمس دقائق، وأنهى جملته بأنني سأفشل لو اتبعت هذا الأسلوب…شكرته على هذه النصيحة الذهبية ثم رحل.
نقاط وعبر
[1]: هناك نوع من العملاء أسميه بـ “المتصيّد” وهو فقط يبحث عن المستقلين الجدد لاستغلال نشاطهم وحماسهم في بادىء الأمر ويخرج هو بمشروعه ومتطلباته العالية بسعر بخس جداً…وحصيلتك أنت فقط خمس نجوم مع تعليق “شكراً” وهو ما ناتجه إلحاحك الشديد بطلب تقييم خمس نجوم مقابل هذا السعر البخس! هي البداية كأي بداية يا صديقي.
[2]: العمل بنظام الساعة ليس كالعمل بنظام السعر الثابت! فعندما عملت مع أحدهم تحت بند نظام الساعة كنت أحسب عدد ساعات الحديث مع هذا الزبون على سكايب أو أي وسيلة تواصل فورية، أو مع أحد مطوريه كما يطلب هو! نظام الساعة هو ربط المستقل مع الزبون والعمل على مشروع وفقط خلال هذه الساعة (سأخصص تدوينة كاملة للحديث عن هذا الجانب).
لكن من ناحية بعض الأمور الفنية أو البرمجية التي لا أعرف القيام بها أو بحاجة لسؤال مختص ما، فهنا أوقف العدّاد فهذه مشكلتي ولا حاجة ليدفع لي الزبون لقاء تعليمي! ما لم يتم الاتفاق على هذه النقطة سابقاً في مشاريع لم تقم بها وخارج اختصاصك…كأن تكون مبرمج مواقع الكترونية ويطلب منك تطبيق على هواتف أندرويد بلغتها جافا!
[3]: سيحاول البعض من العملاء استفزازك لتقديم المعلومة مجاناً! في مجال العمل الحر وعند توفيرك معلومات “زائدة” عن الحد حول المشروع أو المشكلة الحالية لهذا الزبون سيقوم العميل بتقديمها لأحد المستقلين المحترفين مقابل التفاوض على السعر الحالي مع ذاك المستقل..وأنت؟ تكون خارج المشروع! وهذا فعلاً ما حصل معي في أولى خطواتي في مجال العمل الحر.
روابط ستفيدك في مجال العمل الحر:
– إضافة RSS Timeliner لجدولة خلاصة المواقع وتفضيلها بخط زمني على كروم.
CC BY-NC-SA 4.0
التعليقات