أغلب التقنيات التي نراها اليوم هي بالأصل لأهداف عسكرية بحتة، وبعد التعمق بهذه التقنيات وتطويرها بشكل مستمر يتم تسريبها للمستخدم العادي ولمجالات مختلفة من الحياة…الإنترنت على سبيل المثال؟! في هذه التدوينة المتواضعة أتحدث عن طائرات بدون طيار ولكن ليس استخدامها العسكري التي وُجدت من أجله!
ماذا تعني طائرات بدون طيّار ومع أنّ اسمها واضح؟ هذه طائرات فعلياً يمكن برمجتها لتسلك مسار معين أو يتحكم بها شخص عن بُعد دون الحاجة لأن يركب الطائرة “جسدياً” لخطورة المنطقة مثلاً الموجهة لها هذه الطائرة، لديها حمولة معينة كـ كاميرات مراقبة مثلاً والأهداف العسكرية منها أصبحت تحمل صواريخ موجهّة. وبالطبع هذه الطائرات ليست بتكلفة الطائرات التي يقودها طيّار لأننا هنا نستغني عن مقصورة قيادة وأدوات التحكم الباهظة الثمن “الداخلية” للتحكم بالطائرة وغيرها من متطلبات بيئية كالأكسجين والضغط وهذا ما يؤدي لتخفيف وزن الطائرة بشكل كبير!
لقد كنت أعتقد أن الطائرة المرفق صورتها بالأعلى ليست لأهداف عسكرية، حتى سمعت خبراً من BBC يقول هذا النوع من الطائرات كانت تتجسس على المصانع و المراكز النووية في فرنسا لأسابيع وتختلف أحجامها.
طائرة إسعافات أولية
يبدو أن الطالب الهولندي “أليك مومونت” كان صاحب الفكرة، طائرة الإسعاف بدون طيّار هذه تصل أسرع من سيّارة الإسعاف بسرعة 100 كيلو متر في الساعة والسبب؟ أكثر من 800,000 شخص في أوروبا يعانون من السكتات القلبية كل عام، وفترة استجابة و وصول خدمات الطوارىء هي عشرة دقائق تقريباً…إذاً ما الذي تفعله هذه الطائرة؟ تستطيع هذه الطائرة حمل جهاز إزالة الرجفان الذي يُستخدم لمعالجة اضطرابات دقات القلب الغير منتظمة كالرجفان البطيني في إطار 12 كيلو متر مربع خلال دقيقة واحدة وبالتالي تقليل معدّل الوفيات! مزيداً من التفاصيل حول هذا الاستخدام في هذا الموضوع: طائرة إسعاف بدون طيار لإنقاذ حياة المرضى
الإعلانات والترويج
قناة Lexus International نشرت مقطع فيديو دعائي جديد حول احدى سياراتها بعنوان Amazing in Motion وتجد في هذا المقطع كيف تتحرك هذه الطائرات بانسيابية عالية وهذا ما تحاكيه هذه السيارة الجديدة
توصيل الطلبات
قد نشاهد في المستقبل القريب ألواح البيتزا تتحرك من فوقك، ولكن إياك وأن تمد يدك عليها إن كنت تشعر بالجوع! خدمة توصيل الطلبات عبر الطائرات بدون طيّار يتم دراستها حالياً وقد نشهدها في عام 2015 وأتصور أول من أعلن عن هذه الخدمة هي أمازون, شاهد المقطع التالي:
ماذا بخصوص البيتزا؟ الهند بدأت باستخدام هذه الطائرات لتوصيل البيتزا كذلك, لنشاهد:
إنتاج الأفلام الوثائقية
لعل أفضل مثال لهذا الاستخدام لدينا هنا في فلسطين وتحديداً غزة، شركة ميديا تاون هي شركة مختصة في إنتاج الأفلام الوثائقية استخدمت هذا النوع من الطائرات لتصوير قطاع غزة وتغطية العدوان الأخير “حرب العصف المأكول” عبر الجو، وأظهرت العديد من المقاطع المصورة من الجو صورة واضحة لهذا الدمار باستخدام هذه الطائرات لإخراج الأفلام الوثائقية، دعونا نشاهد صور جمالية من قطاع غزة عبر هذه الطائرات:
غزة قبل وبعد الحرب الأخيرة, استخدام طائرات بدون طيّار لتصوير المناطق المتضررة في قطاع غزة
البحث عن الأشخاص
إن كنت تسير في احدى الشوارع الأوروبية و وجدت طائرة تُحملق في وجهك الجميل فهي بالتأكيد ليست معجبة بك! قد تكون مشتبهاً به في جريمة ما وهذه الطائرة الصغيرة تديرها سيارة شرطة بالقرب منك وتحقق في أمرك! دعونا نشاهد:
وهناك استخدام آخر في البحث عن الأشخاص المفقودين في الغابات أو الطرق الوعرة جداً فهذه الطائرة هي الأمثل للبحث عن الاشخاص المفقودين كذلك.
هل هذا كل شيء؟ لا أتصور! فهناك العديد من الاستخدامات الأخرى لم أسلّط الضوء عليها في هذه التدوينة فأعتقد هذه الاستخدامات كانت جديدة بالنسبة الي وحديثة الإبتكار، ولكن لماذا لا نرى بعضها مطبقة على أرض الواقع؟
هناك العديد من القيود حول هذه الطائرات، فالبيئة تلعب دوراً كبيراً في محدودية استخدام هذه الطائرات كالطقس مثلاً! صغر حجمها وخفة وزنها تعني أنها سريعة ولكن عدوها اللدود هو الطقس. كما أن محدودية طيرانها لا زال صغيراً “حوالي نصف ساعة إلى ساعة تقريباً” هي بنظري غير كافية لإكمال الأمر “بوجبة” واحدة!
CC BY-NC-SA 4.0
التعليقات