ملك متلعثم، شعب محبط، طبيب بلا شهادة، ونازي مجنون!

هل ترغب بظهور إعلانك هنا؟ للتفاصيل إضغط هنا

الرئيسية » توصيات سينمائية » ملك متلعثم، شعب محبط، طبيب بلا شهادة، ونازي مجنون!
The Kings Speech 1

ملك متلعثم، شعب محبط، طبيب بلا شهادة، ونازي مجنون…لكن زوجة صالحة وصديق حقيقي! هل تعتقد أنه ميزان عادل؟!

صدقوني إن بالغت بوصف فيلم The King’s Speech المقتبس من قصة حقيقية حول ملك بريطانيا “جورج السادس“، قد توافقني الرأي إن شاهدته! فأي فيلم تشاهده لابد أن تصل لأجزاء من الثانية لمرحلة الملل أو مشاهد ثانوية ليست رئيسية…لكن هذا الفيلم الذي كان من المقرر أن أشاهد نصفه وأنطلق إلى سريري ومشاهدة البقية في اليوم التالي، تلاشت هذه الخطة ولم أنتبه إلا عند موسيقى النهاية! فلا زالت الأفلام المقتبسة من قصص حقيقية هي الأروع بالنسبة لي مع بعض من البهارات بالطبع في الإخراج.

سأعرج قليلاً على القصة بلا تعمق، لكن العديد من الأمور لفتت نظري في هذا الفيلم حول بريطانياً عموماً وشعبها خصوصاً.


The Kings Speech 9

القصة

مع انتشار اختراع الراديو أصبح مطلوباً من الملك أن يخاطب شعبه من خلال الراديو في الأوقات الصعبة و الحرجة، وبالطبع على الملك أن يكون ماهراً، معبراً، ومبهجاً لشعبه في أثناء الخطاب كما فعل الملك جورج الخامس، إلا أن الملك جورج السادس كان الأسوأ حظاً حيث إنه يعاني من تلعثم وتأتأة في الكلام والخوف من الحديث على العلن أو أمام الجمهور! وسوء الحظ يزداد عندما تكون البلاد على أعتاب الحرب العالمية الثانية والشعب بحاجة لملك قوي شديد اللهجة في الحديث…وبالطبع، هذا ما لم يمتاز به الملك جورج السادس!


The Kings Speech 6

ملك متلعثم

يُظهر الفيلم أن ظاهرة التلعثم ليست دائماً مشكلة خلقية وأن أغلبها مشاكل نفسية فقط، تماماً كما حدث مع الملك جورج السادس! حيث مشكلة التلعثم لديه بدأت من سن الخامسة تقريباً والذي أعتقده بسبب سوء معاملة الخادمة آنذاك له، ولم يحاول أحد من عائلته بسبب الطبيعة الملكية والانشغال الدائم في تدارك مشكلة طفلهم هذه ومحاولة حلّها من صغره! فإحدى العاملات مثلاً لم تكن تطعمه بشكل جيد من صغره لأنها كانت تفضّل عليه أخيه الأكبر ديفيد (وهي إشارة على عدم الإعتماد على الخدم في تربية أبناءناً اليوم)، كانت تضربه في بعض الأحيان كذلك! وبعد مرور ثلاث سنوات أخيراً استيقظت عائلته ولاحظوا سوء معاملة الخادمة له.


The Kings Speech 5

لا استثناءات

برز في الفيلم مقطعين عن الاستثناءات!

|| فالطبيب رفض الذهاب “شخصياً” الى آلبريت أو الذي أصبح الملك جورج السادس (لم يكن ملك آنذاك وكان فقط أحد أبناء الملك جورج الخامس، وكانت يُلقب بـ الدوق وهي رتبة أقل من رتبة الملك) وأصرّ على حضوره هو إلى مكتبه المتواضع تحت شعار “لا اسثتناءات” وأنه بحاجة لمساواة تامة وثقة لمعالجة المرضى في غرفة التشخيص الخاصة به. بالطبع، سبب القبول آنذاك أساليب الطبيب الغير تقليدية، وبالفعل أثبت ذلك!

|| عندما أصبح ديفيد (الأخ الأكبر لـ آلبريت) هو الملك أراد الزواج بـ واليس سمبسون المطلقة مرتين، وهو ما يرفضه دستور المملكة آنذاك! كونه الملك هذا لا يعني أنه قادر على تغيير هذا القانون! على الإطلاق! بل تنازل عن الحكم لأخيه الأصغر “آلبريت” وهو ما أصبح بعدها الملك جورج السادس، وحتى يستطيع ديفيد الزواج بالمرأة التي يحب! بالطبع عندما تنازل ديفيد عن الحكم أعلن ذلك على العلن بالراديو لشعبه, وقال “إنه يستحيل تحمل هذا العبء الكبير من المسؤوليات دون عون المرأة التي أحب!


The Kings Speech 2

طبيب بلا شهادات ولا مؤهلات

استعان الملك بطبيب يُصنف من العامة والذي اكتشف مؤخراً بأنه لا يملك حتى شهادة واحدة، وأن خبرته هي فقط نتاج تجارب حقيقية جراء الحرب العظيمة وساعد العديد من الجنود الذين عجزوا عن الكلام بسبب الصدمات التي شاهدوها، ليونيل لوغ كان يرفض تسميته بالطبيب وأن آلبريت كان دوماً يناديه بـ “الطبيب ليونيل” ويصحح له ليونيل بـ “ناديني فقط ليونيل”!

الشهادة يا صديقي ليست كل شيء! فها هو شخص من العامة يعالج شخصاً أصبح بعدها ملك بريطانيا بل وأصبحوا أعز الأصدقاء! وقف معه في كل خطاب يخطبه الملك عبر الراديو واستمر بدعمه، ليس بدافع من طبيب الى مريض…بل من صديق إلى صديق!


The Kings Speech 4

زوجة صالحة

زوجة آلبريت “اليزابيث ليون” والذي صوّرها الفيلم بأنها لم تتزوج آلبريت آنذاك بسبب طمعها في الحكم مع العلم أنها كانت تعلم بمشكلة التلعثم لدى آلبريت والإحراج الذي كان يسببه، بل قالت على العكس، بسبب مشكلة التلعثم سيكون آلبريت بعيداً عن الحكم ومسؤولياته وبأنها ستعيش معه حياة هادئة وهو ما حصل عكس ذلك! وقفت معه أثناء أشدّ لحظاته في الحكم وكتابة الخطابات معه ومواساته.

إليزابيث هي من بحثت عن طبيب غير تقليدي لمعالجة مشكلة زوجها، وهي من توصلت للطبيب “ليونيل لوغ” ليعالج زوجها بعد رحلة طويلة في البحث عن الأطباء والتنقل بينهم.


انتصرت بريطانياً ضد حربها مع الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية آنذاك واُعتبر الملك جورج السادس رمزاً  للصمود بسبب عدم مغادرته وعائلته العاصمة لندن تحت ظل الغارات الجوية الألمانية…لم يكن ذاك الدوق مغروراً لدرجة يمنعه من أن يُعالج من قبل أحد العامة ولم يسمح الدستور باستثناءات لملك بأن يتزوج مُطلقة.

في الحقيقة، لمن المؤسف أن أجد هذه المواقف الرائعة في تاريخ قديم جداً وأثناء الحروب والفوضى…مقارنةً باليوم والحاكم الذي يغيّر الدستور والقانون لأهوائه الشخصية وفقط، فيسقط هو ويبني جيل من الفساد والخراب يتبعه.

الفيلم حصل على تقييم 8.0 على IMDB وحصل على العديد من الجوائز!


حالياً، تم فتح قسم جديد في مدونة خارج الصندوق بعنوان “توصيّات سينمائية“، تُسعدني متابعتكم 🙂

هل ترغب بظهور إعلانك هنا؟ للتفاصيل إضغط هنا

التعليقات


  • Mohammed يقول:

    الفلم ممتع جدًا ويستحق المشاهدة، شكرًا

    • محمد البنا يقول:

      ليست لدي مشكلة بمشاهدته مرة أخرى بنفس الحماس 🙂
      تشرفت بك. أهلاً وسهلاً.

  • © 2024 مدونة خارج الصندوق Creative Commons License CC BY-NC-SA 4.0